قطاع غزة بين الجغرافيا والتاريخ

قطاع غزة بين الجغرافيا والتاريخ

تشتهر المدينة بتسمية "غزة هاشم"، لأنها تضم رفاة هاشم بن عبد مناف، الجد الثاني للنبي محمد صلى الله عليه وسلم

-قطاع غزة؛ عبارة عن شريط ضيق شمال شرق شبه جزيرة سيناء، يشكل 1.33% من مساحة دولة فلسطين التاريخية، ويقع في المنطقة الجنوبية من الساحل الفلسطيني على البحر المتوسط.

-يمتد القطاع على مساحة 360 كم مربع، حيث يبلغ طول الشريط الساحلي 41 كم، أما عرضه فيتراوح بين 6 و12 كم، وتحد قطاع غزة مصر من جهة الجنوب الغربي.

-مدينة غزة هي مركز القطاع وتقع في شماله، وتبعد عن مدينة القدس مسافة 78 كم إلى الجنوب الغربي، وهي أكبر مدن السلطة الفلسطينية من حيث تعداد السكان، تبلغ مساحتها 56 كم2، وهي أكثر المدن كثافة بالسكان في العالم.

-تشتهر المدينة بتسمية "غزة هاشم"، لأنها تضم رفاة هاشم بن عبد مناف، الجد الثاني للنبي محمد –صلى الله عليه وسلم-، وهي مسقط رأس الإمام الشافعي الذي ولد عام 767م وهو أحد أئمة المذاهب الأربعة.

-فتحها المسلمون عام 635م وأصبحت مركزاً إسلامياً مهماً، وفي القرن الخامس عشر قبل الميلاد أسس المدينة الكنعانيون، وقد تعاقب عليها العديد من الغزاة؛ الفراعنة والإغريق والرومان والبيزنطيون والإنجليز.

-كان قطاع غزة جزء من منطقة الانتداب البريطاني على فلسطين حتى إلغائه في مايو 1948، وخضع لحكم السلطة العسكرية المصرية بين عامي 1948 و1956، ثم احتله جيش دولة الكيان الصهيوني لمدة 5 أشهر في هجوم على مصر كان جزء من العمليات العسكرية المتعلقة بأزمة السويس.

-سيطرت مصر على القطاع مرة ثانية في مارس 1957 بعد أن انسحاب جيش الاحتلال منه، لتخسره مجدداً في حرب 1967 مع شبه جزيرة سيناء، وبعد أن توصل الرئيس المصري الراحل أنور السادات، لاتفاق تطبيع علاقات مع دولة الاحتلال عام 1982، أكمل جيش الكيان الإسرائيلي انسحابه من سيناء بموجب الاتفاق، وبقي القطاع تحت حكمه بعد أن تخلت مصر عنه.

-أقامت دولة الاحتلال مستعمرات عديدة على أرض غزة، وفي عام 1987 اندلعت انتفاضة الحجارة، ضد الاحتلال إثر جريمة دهس قام بها سائق صهيوني، ضد مجموعة من العمّال الفلسطينيين قتل منهم 4 على حاجز بيت حانون "إيرز"، شمالي قطاع غزة في 8 ديسمبر 1987، واستمرت حتى عام 1994، وتعتبر من أهم المراحل التي شهدتها القضية الفلسطينية في العصر الحديث، حيث تم تأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس.

-اتفاقية أوسلو عام 1993 كانت بمثابة إعلان لنهاية الانتفاضة وتأسيس السلطة الفلسطينية، التي اعترفت بحق الكيان الإسرائيلي في الوجود، وبتأسيس دولة له على أرض فلسطين، مقابل جعل هذه السلطة ممثلا وحيداً للشعب الفلسطيني.

-اندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية "انتفاضة الأقصى" يوم 28 سبتمبر/أيلول 2000، في أعقاب اقتحام الصهيوني المتطرف أرييل شارون باحات المسجد الأقصى، تحت حماية ألفين من الجنود والقوات الخاصة، فوقعت مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال.

 -شهدت الانتفاضة الثانية تطورا في أدوات المقاومة الفلسطينية، مقارنة بالانتفاضة الأولى التي كان أبرز أدواتها الحجارة والزجاجات الحارقة، وعملت فصائل المقاومة على تطوير أجنحتها العسكرية، وخاصة كتائب القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس، التي توسعت بشكل كبير، عُدّة وعتاداً، وباتت تمتلك صواريخ تضرب بها مدن وبلدات دولة الاحتلال، وكانت مستوطنة "سديروت" على موعد مع تلقي أول صاروخ فلسطيني محلي الصنع، أطلقته كتائب القسام، بعد عام من انطلاق انتفاضة الأقصى يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2001، لتطور الكتائب بعد ذلك وعلى نحو متسارع من قدراتها في تصنيع الصواريخ.

-اتخذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قراراً بالانسحاب من قطاع غزة عام 2005، تحت وطأة ضربات المقاومة، فيما عرف بـ"خطة فك الارتباط الأحادية"، وبموجبها تم إخلاء المستوطنات ومعسكرات جيش الاحتلال من قطاع غزة و4 مستوطنات أخرى متفرقة في شمال الضفة الغربية.

 -سيطرت حركة المقاومة الإسلامية حماس على قطاع غزة في 14 يونيو/حزيران 2007، بعد اشتباكات مسلحة مع عناصر سلطة أوسلو، فبعد زيادة شعبية الحركة ومنافستها لحركة فتح، تفاقمت الخلافات بينهما، حيث أصرت حماس على ضرورة اعتماد الكفاح المسلح، طريقا وحيداً لـتحرير فلسطين، ورفضت وقف عملياتها العسكرية ضد الاحتلال، الأمر الذي اعتبرته فتح التي تخلت عن الكفاح المسلح تهديداً لمشروعها السياسي، وبين عامي (1996-2000)، نفّذت الأجهزة الأمنية حملات اعتقال واسعة ضد قادة حماس، وفي يناير/ كانون الثاني 2006، فازت حماس بالانتخابات الفلسطينية التشريعية، وحصدت غالبية المقاعد البرلمانية، وكانت نتائج تلك الانتخابات، الشرارة الأولى لاندلاع الأحداث التي أدت إلى تعميق الخلاف بين الحركتين، حيث رفضت فتح الاعتراف بنتائج الانتخابات.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع