أبو الملوك السلطان الغازي فخر الدين قره عثمان خان الأول بن أرطغرل بن سليمان شاه القايوي التركماني
-أبو الملوك السلطان الغازي فخر الدين قره عثمان خان الأول بن أرطغرل بن سليمان شاه القايوي التركماني، ويُعرف كذلك باسم عُثمان بك.
-هو زعيم عشيرة قايى التُركيَّة وعامل سلاجقة الروم على إحدى إمارات الثغور الأناضولية ومؤسس السلالة العثمانية التي حكمت البلقان والأناضول والمشرق العربي وشمال أفريقيا طيلة 600 عام، إلى قيام الجمهورية التركية سنة 1922م.
-ولد عثمان الأول سنة 656هـ، الموافقة لسنة 1258م، للأمير أرطغرل الغازي، عامل سلاجقة الروم على إحدى الثغور المطلَّة على بحر مرمرة، وحليمة خاتون، وصُودف أن يولد في ذات اليوم الذي غزا خلاله المغول مدينة بغداد عاصمة الدولة العباسية وحاضرة الخلافة الإسلامية، الأمر الذي جعل المؤرخين العثمانيين يربطون بين الحدثين.
-نزحت قبيلته من جنوب غرب تركستان إلى شرق الأناضول، خلال عشر سنوات، أمام المد المغولي الذي اجتاح المنطقة في بدايات القرن الـ13 للميلاد، مكونة لمجتمع من 400 خيمة، بتعداد نحو 4000 نسمة.
-والده الغازي أرطغرل، حصل على أراض أقطعه إياها السلطان السلجوقي علاء الدين، على حدود الدولة البيزنطية، بعد أن أظهرت عشيرة القايي شجاعة في دعم السلطان ضد خصومه، وأصبح أرطغرل، عامل الثغر التابع للدولة السلجوقية.
-آلت السيادة إلى عثمان بعد وفاة أبيه بمرسوم من السلطان، وهو في الـ23 من عمره، وقام العالم المؤمن إده بالي، بتسليم عثمان سيف والده في احتفال مهيب وأطلق عليه لقب الغازي.
-أسس عثمان الإمارة العثمانية، وساعده في ذلك عدة عوامل أهمها؛ غلبة العنصر التركي المسلم في هذه المنطقة الحدودية مع الدولة البيزنطية، وضعف الإمارات التركية الأخرى وتناحرها، وضعف الدولة البيزنطية وانشغالها في حروب مع الدولة البلقانية، وانقسام العالم الإسلامي إلى دويلات متناحرة.
-أظهر عثمان مقدرةً فائقة في وضع النظم الإدارية لإمارته، بحيث قطع العثمانيون في عهده شوطاً بعيداً على طريق التحول من نظام القبيلة المتنقلة إلى نظام الإدارة المستقرة، ما ساعدها على توطيد مركزها وتطورها سريعاً.
-بعد أن تمكن عثمان من تأسيس الدولة، بدأ يدعو أمراءَ الروم في آسيا الصغرى إلى الإسلام أو الجزية أو الحرب؛ مما أدى إلى استعانتهم بالمغول للقضاءِ عليه، ولكنه كان قد هيأ جيشا بإمرة ابنه أورخان فسيره لقتال المغول فشتت شملهم، وعاد فاتجه إلى بورصة فاستطاع أن يدخلها عام 717هـ، وكانت بورصة من الحصون الرومية المهمة في آسيا الصغرى، فأمن أهلها وأحسن إليهم، فدفعوا له ثلاثين ألفا من عملتهم الذهبية، وأسلمَ حاكمها أفرينوس فمنحه عثمان لقب بيك، وأصبح من القادة البارزين، ثم إن عثمان توفي في 21 رمضان من هذه السنة بعد معاناته من مرض النقرس، وكان قد عهد لابنه أورخان بالحكم وكان عمره تسعة وثلاثين عاما وليس هو بأكبر أولادِ عثمان، وكان أكبرهم علاء الدين الذي رضي بأن يكون وزيرا لأخيه فاهتم بالشؤون الداخلية.