فتوحات الأمة وانتصاراتها في رمضان: فتح البوسنة والهرسك

فتوحات الأمة وانتصاراتها في رمضان: فتح البوسنة والهرسك

دخل العثمانيون البوسنة والهرسك فاتحين في رمضان سنة 790 هجرية

-يزخر تاريخ الأمة الإسلامية منذ عهد النبوة الأولى؛ بعشرات الفتوحات والمعارك والغزوات التي وقعت خلال شهر رمضان المبارك، وتحقق فيها انجازات كبيرة خالدة في ذاكرة الأيام، فأغلب الغزوات والمعارك التي قادها المسلمون في هذا الشهر الفضيل كانت تُكلَّل بالفوز والانتصار، حيث تجتمع لدى المجاهد الصائم فضيلتي مجاهـدةُ النفس ومجاهدةُ الأعداء، فإنِ انتصر تحقَّق له انتصاران؛ أولهما على هوى النفس، والثاني على أعداء الله، الموسوعة في هذا المنشور ترصد أهم الفتوحات والانتصارات التي حدثت خلال شهر رمضان.

-دخل العثمانيون البوسنة والهرسك فاتحين في رمضان سنة 790 هجرية، بعد معركة (سهل قوص أوه) التي دارت رحاها بين الجيش العثماني بقيادة السلطان مراد الأول، والذي بلغ تعداده قرابة  ستين ألفاً، والجيش الصربي والبلغاري بقيادة  ملك الصرب لازارجر لينانوفتش، وبلغ تعداد مائة  ألف، حيث  وقعت بينهما معركة  من أعظم المعارك في التاريخ.

-بعدما استطاع السلطان مراد الأول فتح مدينة أدرنة التي كانت من أعظم مدن أوروبا،  واتّخذها عاصمة للبلاد،  اشتعلت الأوضاع في أوروبا، ففتح أدرنة بمثابة الضربة القاضية للقوة الصليبية، فأصدر البابا اوربانوس قرارا بتكوين جيش قوي لمواجهة الزحف العثماني الذي اجتاح أوروبا.

-لم ينتظر ملك الصرب وصول الإمدادات من أوربا، بل استعان بالدول القريبة منه وكوَّن جيشًا جرارًا من اليونان والصرب والمجر والرومان، وسار بهم إلى عاصمة العثمانيين أدرنة فحاصرها، وكان السلطان مراد خارجها فعاد مسرعًا بجيشه، وهاجم النصارى بغتة، حيث فوجئوا بالتهليل والتكبير وسيوف المسلمين تعلوهم، ففشلت محاولة الصرب هذه ضد المسلمين.

-تحالف ملك الصرب لازارجر بلينانوفتشو، سنة 781هـ مع ملك البلغار على مهاجمة المسلمين، وبعد عدة مناوشات تحققا من عجزهما عن هزيمة العساكر الإسلامية، فأبرما صلحًا مع السلطان مراد، على أن يدفعا له الجزية، لكن هذا الصلح لم يستمر طويلًا فقد نقضه الصرب، وبدءوا يُعِدُّون العُدَّة لمحاربة المسلمين، إلا أن العثمانيين لم يمهلوهم، فاجتاحت جيوشهم بلاد البلغار، وهزمت ملكها واحتل مدنها، وانتهى الأمر بأسر ملك البلغار.

-لما علم ملك الصرب لازار بذلك، بدأ يستعد لمواجهة المسلمين فألَّف جيشًا من الصرب والبوسنة والهرسك والألبان والأفلاق والبُغدان، وتعاهد الجميع على محاربة المسلمين والاستيلاء على الدولة العثمانية، وبلغ الخبر مسامع السلطان مراد، فألف مجلسًا للشورى للنظر في الأمر، لكن ولده بايزيد هتف قائلاً في المجلس: "الحرب الحرب، والقتال القتال"، فأبطل كل مشورة.

-بقيت الحرب بين الجيشين سجالاً مدة من الزمن، دافع الصليبيون الصرب خلالها دفاعًا مستميتًا، وفي أثناء المعركة انحاز صهر ملك الصرب بفرقته إلى المسلمين، ودارت الدائرة على الصربيين، وجرح ملكهم لازار، ثم وقع أسيرًا في يد المسلمين، وانتصر المسلمون على الصربيين، وكانت من المعارك الحاسمة في تاريخ أوربا الشرقية، وظلَّ ذكرها شهيرًا في أوربا بأسرها، وزال استقلال الصرب وخضعت كل بلادها للمسلمين، كما فقدت البلغار استقلالها من قبل.

-بعد المعركة أخذ السلطان مراد يتمشى بين الجثث وينظر إليها بعين الاندهاش، إذ قام من بينها جندي صربي اسمه (ميلوك كوبلوفتش)، فطعن السلطان بخنجر طعنة قاضية فسقط شهيداً.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع