أغلب الغزوات والمعارك التي قادها المسلمون في هذا الشهر الفضيل كانت تُكلَّل بالفوز والانتصار
-يزخر تاريخ الأمة الإسلامية منذ عهد النبوة الأولى؛ بعشرات الفتوحات والمعارك والغزوات التي وقعت خلال شهر رمضان المبارك، وتحقق فيها انجازات كبيرة خالدة في ذاكرة الأيام، فأغلب الغزوات والمعارك التي قادها المسلمون في هذا الشهر الفضيل كانت تُكلَّل بالفوز والانتصار، حيث تجتمع لدى المجاهد الصائم فضيلتي مجاهـدةُ النفس ومجاهدةُ الأعداء، فإنِ انتصر تحقَّق له انتصاران؛ أولهما على هوى النفس، والثاني على أعداء الله، الموسوعة في هذا المنشور ترصد أهم الفتوحات والانتصارات التي حدثت خلال شهر رمضان.
-تم فتح جزيرة رودس في 29 رمضان 53هـ 673م، الواقعة في اليونان بالقرب من الساحل الجنوبي لتركيا، وفي منتصف المسافة بين جزر اليونان الرئيسية وقبرص، وتعتبر من أكبر جزر الدوديكانيز في بحر إيجة، وهي أرض جبلية أعلى جبالها جبل طوروس، الذي يبلغ ارتفاعه 1240 مترًا، وأصبحت الجزيرة نقطة انطلاق للإغارة على الأساطيل الرومانية وقطع الطريق عليها في البحر لمنعها من التقدم نحو السواحل الإسلامية.
-جزيرة رودس شديدة الأهمية للمسلمين؛ إذ تقع قرب ساحل آسيا الصغرى، وكان الروم يغيرون منها على مراكب المسلمين ومدنهم الساحلية؛ ولهذا بدأ بها المسلمون وفتحها الله عليهم في رمضان.
-عندما تولى معاوية بن أبي سفيان الخلافة اهتم بالأسطول البحري الإسلامي، واختار أمهر الصناع لصناعة السفن في مصر والشام، وأدى التعاون بين مصر والشام في صناعة السفن إلى نتائج ممتازة، في الشام كانت تتوافر أخشاب الصنوبر القوي والبلوط والعرعر التي تصلح لبناء السفن، وفي مصر كانت توجد الأخشاب التي تصلح لعمل الصواري وضلوع جوانب السفن والمجاديف؛ مما أدى لازدهار البحرية الإسلامية.
-معاوية اتجه إلى إسقاط العاصمة البيزنطية القسطنطينية، فأعد لذلك عدة هائلة تشمل ثلاثمائة مركب ثقيلة عليها أسلحة، وكل مركب تحمل ألف رجل، وتشمل خمسمائة مركب خفيفة تحمل كل منها مائة جندي،
-استطاع الفرسان الصليبيون الاستيلاء على جزيرة رودس عام (708هـ - 1309م)، وازداد نشاطهم في العقدين الثالث والرابع من القرن الرابع عشر الميلادي، كانت رودس بخاصة هي الحصن الحصين لفرسان القديس يوحنا الذين كانوا يقطعون طريق الحجيج العثماني، لذا قرر السلطان العثماني سليمان القانوني فتح هذه الجزيرة العنيدة، وأعد حملة كبيرة كان هو على رأسها وخاض معارك عنيفة وسقط آلاف الشهداء، إلى أن نجح في فتحها لتسقط في يد العثمانيين سنة 1522م بعد ما ظل السلطان يحاصرها طيلة عام كامل.