فتوحات الأمة وانتصاراتها في رمضان: فتح شبه جزيرة القرم

فتوحات الأمة وانتصاراتها في رمضان: فتح شبه جزيرة القرم

ظهرت الدولة العثمانية كقوة عظمى، وتمكن السلطان محمد الفاتح من فتح القسطنطينية عام 857هـ

-يزخر تاريخ الأمة الإسلامية منذ عهد النبوة الأولى؛ بعشرات الفتوحات والمعارك والغزوات التي وقعت خلال شهر رمضان المبارك، وتحقق فيها انجازات كبيرة خالدة في ذاكرة الأيام، فأغلب الغزوات والمعارك التي قادها المسلمون في هذا الشهر الفضيل كانت تُكلَّل بالفوز والانتصار، حيث تجتمع لدى المجاهد الصائم فضيلتي مجاهـدةُ النفس ومجاهدةُ الأعداء، فإنِ انتصر تحقَّق له انتصاران؛ أولهما على هوى النفس، والثاني على أعداء الله، الموسوعة في هذا المنشور ترصد أهم الفتوحات والانتصارات التي حدثت خلال شهر رمضان.

-شبه جزيرة القرم لها موقع استراتيجي هام، حيث تقع جنوب أوكرانيا وداخل النطاق الجغرافي لروسيا، كان أول من فتحها التتار، فقد دخل الإسلام القرم على يد التتار في عهد القبيلة الذهبية، وظل التتار يحكمون شبه جزيرة القرم حتى دب الضعف في دولتهم، وتعرّضوا لهجمات الروس الذين بدأوا يسيطرون على أجزاء من القرم.

-كانت دولة المغول المسلمة في بلاد القرم وما جاورها على علاقة طيبة مع دولة المماليك في مصر والشام، وكانا يقفان معا في حملات الجهاد ضد هجمات البيزنطيين، لكن الضعف بدأ يدب في دولة التتار بعد عصر القوة الذي زاد على 120 عامًا، نتيجة الصراع بين أبناء الأسرة الحاكمة وتفشي الظلم.

-استقل الحاج شركس في استراخان، واستقل ماماي ببلاد القرم، وزاد الضعف باجتياح تيمورلنك لمدينة سراي في مطلع القرن التاسع الهجري، مما أدَّى إلى تفتت الدولة الواحدة إلى خمس دول، هي: القرم، استراخان، خوارزم، قازان، سيبريا الغربية، وهذا كله شجع الروس للوقوف في وجه التتار الذين ظهر ضعفهم واضحًا للعيان.

-تحرك الروس ضد التتار، غير أن حاكم التتار توقتاميش (762- 798هـ) تمكن من صد هجماتهم ودخل موسكو عام 783هـ، غير أنه وقع القتال بينه وبين تيمورلنك، الذي تمكن من هزيمته عام 788هـ، واختفى ولم يعلم له مكان، وعين تيمور لنك على سراي أميرا من قبله، وحينها عاود الروس هجماتهم على التتار في القرم وما حولها.

-ظهرت الدولة العثمانية كقوة عظمى، وتمكن السلطان محمد الفاتح من فتح القسطنطينية عام 857هـ، وغيَّر اسمها إلى إستانبول، وبذلك انتقلت قيادة المذهب الأرثوذكسي المسيحي إلى موسكو، ومن هذا المنطلق فقد أثار المسئولون الروس الروح الصليبية لدى مواطنيهم، فعدّوا التتار والعثمانيين عدوا واحدا، وقد كان كذلك، إذ عدّ العثمانيون بلاد القرم من أملاك الخلافة الإسلامية.

-تمكن العثمانيون من فتح جزيرة القرم للمرة الثانية على يد السلطان محمد الفاتح في رمضان 889، وكان فتح القرم بمثابة ضربة موجعة لكل أوروبا وفي مقدمتها روسيا، ولم يهدأ الصراع بين الروس والعثمانيين حول القرم وظل الخلاف قائما بين الدولتين.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع