فتوحات الأمة وانتصاراتها في رمضان: فتح مكة

فتوحات الأمة وانتصاراتها في رمضان: فتح مكة

سبب الفتح؛ نقض قريش معاهدة السلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

-يزخر تاريخ الأمة الإسلامية منذ عهد النبوة الأولى؛ بعشرات الفتوحات والمعارك والغزوات التي وقعت خلال شهر رمضان المبارك، وتحقق فيها انجازات كبيرة خالدة في ذاكرة الأيام، فأغلب الغزوات والمعارك التي قادها المسلمون في هذا الشهر الفضيل كانت تُكلَّل بالفوز والانتصار، حيث تجتمع لدى المجاهد الصائم فضيلتي مجاهـدةُ النفس ومجاهدةُ الأعداء، فإنِ انتصر تحقَّق له انتصاران؛ أولهما على هوى النفس، والثاني على أعداء الله، الموسوعة في هذا المنشور ترصد أهم الفتوحات والانتصارات التي حدثت خلال شهر رمضان.

-خرج الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- من المدينة المنورة لفتح مكة في 10 رمضان سنة 8 هجرية، بجيش قوامه عشرة آلاف جندي من أصحابه، وطلب من القبائل المسلمة حول المدينة (أسلم، ومزينة، وجهينة، وغفار، وسليم) الخروج معه فلحق به منهم ألفا رجل، فصار مجموع جيش المسلمين 12 ألف جندي.

-سبب الفتح؛ نقض قريش معاهدة السلام مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- التي ارسلت سلاماً في المنطقة أمده عشر سنوات، في صلح الحديبية الموقع سنة 6 هجرية بين الطرفين، وكان من بنودها أن من أراد الدخول في حلف الرسول وعهده دخل فيه، ومن أراد الدخول في حلف قريش وعهدهم دخل فيه، فدخلت قبيلة "خزاعة" في عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- ودخلت "بنو بكر" في عهد قريش، وكان بينهما حروب مستمرة فأراد "بنو بكر" أن ينالوا من "خزاعة" ثأرا قديما لهم فأغاروا عليهم ليلا وقتلوا منهم جماعة، وأعانت قريش في الخفاء "بني بكر" بالسلاح والرجال خارقة بذلك بنود الصلح مع الرسول الأمين، فأرسلت "خزاعة" إليه تخبره بالأمر وأن قريشا غدرت بحلفائه، فأمر النبي –صلى الله عليه وسلم- المسلمين بالاستعداد للخروج إلى مكة نصرة لحلفائهم خزاعة، وأوصى بكتم الأمر عن قريش حتى يباغتها جيش المسلمين.

-وصل الرسول الكريم إلى منطقة قريبة من مكة تدعى "ذي طوى" وزع جيشه إلى ثلاثة أقسام؛ قسم أمّر عليه خالد بن الوليد، وأمره أن يدخل مكة من أسفلها، وقسم أمّر عليه الزبير بن العوام -ومعه راية

 

النبي محمد- وأمره أن يدخل مكة من أعلاها، وقسم أمّر عليه أبا عبيدة بن الجراح وأمره أن يسلك بطن الوادي. ووجّه الرسول أمراءَ الجيش الثلاثة بأن يكفوا أيديهم ولا يقاتلوا إلا من قاتلهم.

-دخل الجيش الإسلامي مكة ولم يواجه أي مقاومة، باستثناء اشتباك محدود وقع بين جيش خالد بن الوليد ومجموعة قليلة من قريش بقيادة عكرمة بن أبي جهل رفضت الأمان وأرادت التصدي للمسلمين بالقوة، وقتل في هذا الاشتباك أفراد قلائل من الجانبين، ثم انتهى بفرار فلول مجموعة قريش إلى بيوتهم ليأمنوا من القتل.

-دخل النبي –صلى الله عليه وسلم- مكة من أعلاها وسار والمسلمون بين يديه ومن خلفه وحوله، حتى دخل المسجد الحرام، فأقبل إلى الحجر الأسود فاستلمه ثم طاف بالبيت، وكانت في يده قوس يطعن بها الأصنام المنصوبة حول الكعبة وعددها 360 صنما وهو يردد قوله تعالى: "وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" (الإسراء، الآية: 81)، "قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد" (سـبأ، الآية: 49)، فتخر الأصنام ساقطة على وجوهها.

-تجمع رجالات قريش منتظرين ما سيفعله بهم الرسول الأمين، فتوجه إليهم وقال: "يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟"، فقالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، قال: "فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوانه: "لا تثريب عليكم اليوم" (يوسف، الآية: 92)، اذهبوا فأنتم الطلقاء"، وأمر بلالا أن يصعد فيؤذن للصلاة على ظهر الكعبة وقريش تسمع.

-في اليوم التالي لفتحه مكة ألقى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- خطبة عظيمة بين فيها بعض معالم الدين وحرمة بلده الأمين مكة، ثم بايع الرجال والنساء من أهل مكة على السمع والطاعة، وأقام بها بعد ذلك 19 يوما وضح لهم فيها معالم الإسلام وتعاليمه ورتب فيها شؤون الإدارة للمدينة.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع