أسهم أيضا في بروز العلماء في العصر العباسي أن هارون الرشيد أنشأ مكتبة بيت الحكمة، التي زوّدها الكتب والمؤلفات المختلفة من كافة العلوم.
- شَهد العصر العباسي نهضة غير مسبوقة في العلم والعلوم والفنون وازدياد عدد العلماء، خاصة في عهد الخليفة هارون الرشيد، الذي حقق للخلالفة العباسية استقرارًا سياسيًّا واجتماعيًّا، بعد أن خاضت رحلة من القلاقل والنزعات، ودعم العلم والعلماء ماديّا ومعنويّا، وقرّب العلماء إليه، وأعطاهم حريّة الرأي والتعبير والجدل والحوار، فصارت الدولة العباسية مركز للعلماء، وقبلة لطلاب العلم من أنحاء المعمورة، فكانت المساجد تعقد حلقات علمية لتدريس هؤلاء الطلبة، كما جذبت إليها رجل الدين والمهندسين والأطباء وغيرهم من العلماء.
- وممّا أسهم أيضا في بروز العلماء في العصر العباسي أن هارون الرشيد أنشأ مكتبة بيت الحكمة، التي زوّدها الكتب والمؤلفات المختلفة من كافة العلوم، من مختلف بقاع الأرض كفارس والهند واليونان والأناضول، وترك لابن ماسوية الإشراف عليها، وكانت كبيرة لتتسع إلى غرف خاصة للكتب، وأخرى للمحاضرات، وغيرها للمترجمين والناسخين والمجلدين.
عبد القاهر الجرجاني
- وهو أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجانيّ 400هـ-471 هـ، من أبرز العلماء في العصر العباسي في علم النّحو والبلاغة، فارسي الأصل، وولد في جرجان، وفيها تلقى علومه على يد الشيخين أبي الحسين بن الحسن بن عبد الوارث الفارسيّ النَّحْويّ، والقاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني، قاضي جرجان من قبل الصاحب بن عباد، وكانت له إنجازات مهمة في النحو والبلاغة والشعر والأدب وعلوم القرآن، فله ديوان شعري، وكتب عدة في النحو والصرف منها كتاب "الإيضاح في النحو" وكتاب "الجمل"، أما في الأدب وعلوم القرآن فكان له: و"أسرار البلاغة"، و"إعجاز القرآن"، و"دلائل الإعجاز"، و"الرسالة الشافية في الإعجاز".
الفارابي
- وهو أبو نصر محمد الفارابي هو أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان الفارابي 260- 339 هـ، من أبرز العلماء في العصر العباسي في الفلسفة وإتقان العلوم الحكمية، وكان له معرفة كبيرة في الطب، شهدت حياة الفارابي إنجازات كثيرة، منها أنه كان صاحب الفضل في إدخال مفهوم الفراغ إلى علم الفيزياء، وألّف كتبًا عدّة أشهرها كتاب إحصاء العلوم الذي حصر فيه أصناف العلوم. وقد عُرف الفارابي بالمعلم الثاني بعد أرسطو الأول لاهتمامه بالمنطق، وشرحه لمؤلفات أرسطو المنطقية.
ابن الجوزي
- وهو أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد القرشي التيمي البكري 510- 597، عاصر الخليفة الناصر، واعتبر من فقهاء الحنابلة، ومن المؤرخين العلماء في العصر العباسي والمحدثين المبرّزين، وكانت مكانته كبيرة في الخطابة فكان من أبرز علماء الأدب في العصر العباسي، وكذلك الوعظ والتصنيف والعديد من العلوم والفنون، عيّنه ابن يونس الحنبلي في ولايته منصب الوزارة، و تولّى ابن القصاب منصب ابن يونس الحنبلي، لاحق ابن الجوزي وكل من له صلة به، فنفى ابن الجوزي وسجنه.
- لابنِ الجوزي مصنفات كثيرة، فقد عُرف بغزارة انتاجه، حتى بلغت مؤلفاته ثلاثمائة مصنف في مختلف العلوم، ومن أشهر تلك المصنفات: زاد المسير في علم التفسير، ونواسخ القرآن، ودفع شبه التشبيه بأكف التنزيه، والموضوعات من الأحاديث المرفوعات، جمع فيه الأحاديث الموضوعة، لكن تُعقِّب عليه في بعضها، والعلل المتناهية في الأحاديث الواهية.
المسعودي
- من أشهر العلماء في العصر العباسي 283- 346 هـ، وفي التاريخ والجغرافي، كما عُرف بأنه رائد نظرية الانحراف الوراثي، وقد عُرف بهيرودوتس العرب. يعدّ المسعودي من أهم الرحالة فقدم في كتبه معلومات أنثروبولوجية قيمة عن شعوب المناطق التي زارها، كأجناسهم وصفاتهم الجسمية وعاداتهم وتقاليدهم والحرف والمأكل والملبس والمأوى. من أبرز كتبه كتاب مروج الذهب، وكتاب التنبيه والاشراف الذي ذكر فيه أثر البيئة والمناخ على الإنسان، وكان متأثرًا بفكرة الأقاليم السبعة من اليونانين والفرس.
ابن ملكا البغدادي
- وهو أبو البركات هبة الله بن علي بن ملكا البغداديّ 480-560هـ، عاصر الخليفة الثالث والثلاثون للدولة العباسية المستنجد بالله، وكان من أشهر العلماء في العصر العباسي في الطب والفلسفة، عُرف بالبلدي، ولقّب بأوحد الزمان، وقد عمل في قصر الخليفتين العباسيين المقتدي، والمستنصر، وحظي بمكانة عظيمة، حتى لقب بفيلسوف العراقيين في عصره.
- له مصنفات كثيرة حافلة بالنظريات والمبتكرات والآراء العلمية التطبيقية، ومن مؤلفاته: كتاب المعتبر في الحكمة الذي تحدث فيه عن النبات والحيوان والحكمة الإلهية والطبيعيات، ومقالة في سبب ظهور الكواكب ليلا واختفائها نهارًا، واختصار التشريح من كلام جالينوس، وكتاب الأقراباذين، ورسالة في العقل وماهيته، وكتاب النفس، وكتاب التفسير.
أبو الريحان البيروني
- وهو أَبُو الرَّيْحَانِ مُحَمَّدٌ بْنُ أَحْمَدَ البِيرُونِيّ 362- 440هـ، كان عالمًا موسوعيًا ورحّآلةً وفيلسوفًا ومؤرخًا ومترجمًا، وكان أول من قال إن الأرض تدور حول محورها، وهو من أبرز العلماء في العصر العباسي في الرياضيات، وكان لمكانته أن سمّيت فوهة بركانية على سطح القمر باسمه.
- ولد في خوارزم التي كانت تابعة لسلالة السامانيين في بلاد فارس في عهده، درس الرياضيات على يد منصور بن عراق، وعاصر ابن سينا وابن مسكوويه للبيروني إسهامات في حساب المثلثات والدائرة وخطوط الطول والعرض، ودوران الأرض والفرق بين سرعة الضوء وسرعة الصوت، وقد اشتهر له كتاب الصيدلة في الطب تحدث فيه عن ماهية الأدوية ومعرفة أسمائها.