استلم الحكم وكان عمره 42 عاماً، وحكم 16 عامًا
-السلطان مصطفى ابن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول، ولد 1129 هـ الموافق 1717م، وتوفي عام 1187 ه الموافق 1774م، تولى الحكم بعد ابن عمه عثمان الثالث.
-استلم الحكم وكان عمره 42 عاماً، وحكم 16 عامًا، تقلبت الأحوال في فترة حكمه بشكل كبير، فعلى قدر الهدوء الذي شهدته الدولة في بدايات حكمه شهدت أعنف اضطراباتها في السنوات الأخيرة.
-يعد السلطان مصطفى الثالث صاحب توجهات إصلاحية، واختار لمنصب الصدر الأعظم خوجة محمد راغب باشا، وهو صاحب معرفة بالبلاد وسعة في الاطلاع، وقد ساعده على تنفيذ بعض هذه الإصلاحات، واستمر في الصدارة حتى موته عام 1763.
-اهتم الدولة في عهده بالعدل وتخفيف الأعباء على المواطنين، وعملت على استقرار قيمة العملة، وشجعت التجارة. وبنيت صوامع كبيرة لتخزين الغلال، وتم إنشاء مشاريع لتوصيل المياه إلى كل أرجاء إسطنبول.
-اهتمت حكومته ببناء مستشفيات الحجر الصحي على الحدود، لضمان عدم دخول أوبئة من خارج الدولة، كما زادت المنشآت المعمارية بشكل كبير، وأعيد ترميم الأبنية القديمة المهمة، وعلى رأسها مسجد السلطان محمد الفاتح.
-وضعت الدولة في عهده خطة استراتيجية مذهلة، من خلال مشروع توصيل نهر دجلة بالبوسفور عن طريق حفر عدة قنوات، واستخدام الأنهار الطبيعية في الأناضول، بهدف إيصال الخليج العربي ومن ثم المحيط الهندي بالبوسفور ومن ثم البحر المتوسط، وتكون الدولة العثمانية قد سبقت فكرة مشروع قناة السويس بأكثر من قرن، لكن يبدو أن الإمكانات لم تكن متوفرة لتنفيذ مثل هذا المشروع الضخم فلم يتم.
-كان الخليفة مصطفى الثالث يرى أن الخطر الداهم على الدولة يتمثل في قوة روسيا المتصاعدة، لذا فقد عمل على إصلاح الجيش العثماني وعقد اتفاقية عسكرية مع بروسيا الألمانية لمساعدة العثمانيين عند الحاجة في حال اندلاع الحرب مع النمسا أو روسيا.
-أسس ورشة في الأستانة لصب المدافع، ونظم فرق المدفعية بناء على النسق الحديث، كما أسس مدارس لتخريج ضباط المدفعية وأركان الحرب وضباط البحرية على دراية بأساليب الحرب الحديثة، وقد أنهت أول دفعة من ضباط البحرية دراستها بسرعة مثيرة للدهشة وأحرزوا نصرا على الأسطول الروسي الذي كان يحاصر جزيرة لمنوس لاتخاذها قاعدة لمحاصرة القسطنطينية بحرا.
- تمكنت الدولة العثمانية من الحصول على خدمات البارون دي توت المجري، الذي عمل على بناء القلاع على ضفتي الدرنديل وتسليحها بالمدافع الضخمة لصد أي هجوم بحري محتمل على الدرنديل وإسطنبول.
-اندلعت الحرب بين روسيا والدولة العثمانية، وقد كانت سجالا بين الطرفين، فتارة يغير خان القرم على إقليم سربيا الجديدة الروسي، وتارة تكسب روسيا بعض المعارك مما جعلها تستولي على بعض المدن العثمانية في رومانيا، وثبت العثمانيون بعدها فأنزلوا الهزائم بالجيش الروسي على يد القائد عثمان باشا والذي قلده الخليفة فيما بعد لقب غازي على إنجازاته العسكرية بمواجهة الروس.
-استغل محمد بك أبو الدهب أحد مماليك مصر، الحرب بين الاسطولين العثماني والروسي، وقام بانقلاب على الحاكم علي بك الكبير ، وأعلن الثورة على الدولة العثمانية، وتمكن من التوغل في فلسطين ولبنان وسوريا، وكان يحاذي البحر عند مسيره مما جعل الجيش العثماني ينحصر بين نيران السفن الروسية ونيران الجيش المصري وتسبب بهزيمته، لاحقا قام محمد بك أبو الدهب أحد مماليك مصر بالانقلاب على حكم علي بك الكبير، وقد استعان الاخير بـ400 جندي من حلفائه الروس، والتقى مع جيش أبو الدهب عند الصالحية في الشرقية، وكان النصر حليف ابو الدهب، فأسر علي بك الكبير وأربعة من الضباط الروس، وتم تسليمهم إلى الأستانة.
-توفي السلطان مصطفى الثالث بعد أن أعلن الحرب على روسيا، في 21 يناير عام 1774م بقصر توب كابي سراي، و عن عمر يناهز الـ57 عاماً.