فتوحات الأمة وانتصاراتها في رمضان: فتح قبرص

فتوحات الأمة وانتصاراتها في رمضان: فتح قبرص

الجزيرة بموقعها الاستراتيجي ظلت طيلة الحروب الصليبية قاعدة ينطلق منها الصليبيون لمهاجمة العالم الإسلامي

-يزخر تاريخ الأمة الإسلامية منذ عهد النبوة الأولى؛ بعشرات الفتوحات والمعارك والغزوات التي وقعت خلال شهر رمضان المبارك، وتحقق فيها انجازات كبيرة خالدة في ذاكرة الأيام، فأغلب الغزوات والمعارك التي قادها المسلمون في هذا الشهر الفضيل كانت تُكلَّل بالفوز والانتصار، حيث تجتمع لدى المجاهد الصائم فضيلتي مجاهـدةُ النفس ومجاهدةُ الأعداء، فإنِ انتصر تحقَّق له انتصاران؛ أولهما على هوى النفس، والثاني على أعداء الله، الموسوعة في هذا المنشور ترصد أهم الفتوحات والانتصارات التي حدثت خلال شهر رمضان.

-جزيرة قبرص من المواقع التي فتحها المسلمون في عهد الخليفة عثمان بن عفان، حيث وصلها معاوية بن أبي سفيان سنة 28هـ، لتكون بعد ذلك خاضعة للمسلمين تدفع لهم الجزية كل عام، ثم ضعف المسلمون فغزتها جيوش جرارة من اوروبا.

-الجزيرة بموقعها الاستراتيجي شرق البحر الأبيض المتوسط؛ ظلت طيلة الحروب الصليبية قاعدة ينطلق منها الصليبيون لمهاجمة العالم الإسلامي، وأصبح حكامها أكثر النصارى تعصبًا للحروب الصليبية ورغبة في استمرارها؛ وسعوا لدى ملوك أوربا يحثونهم على إرسال الحملات العسكرية لتحطيم العالم الإسلامي، وفي عام 769هـ قاد ملك قبرص حملة صليبية اتجهت نحو الإسكندرية، وهاجمها في غفلة من حكامها واستطاع دخولها، فأعمل السيف في رقاب المسلمين وقتل وأسر ونهب، وعاد محمَّلاً بما نهب من المسلمين.

-استولى الفرنج على مركبين من مراكب المسلمين قرب ثغر دمياط في سنة 1423م، فيهما بضائع كثيرة وعدة من الناس يزيدون على مئة رجل، كما استولى ملك قبرص جانوس على سفينة محملة بالهدايا مرسلة من السلطان المملوكي الأشرف برسباي (825-841هـ) للسلطان مراد العثماني؛ فعقد السلطان برسباي العزم على فتح جزيرة قبرص، وأخذ يستعد لذلك بتجهيز المراكب وتجميع العساكر، وأرسل لها ثلاث حملات متتالية في ثلاث سنوات، ابتداء من سنة 827هـ/1424م وكلها في شهر رمضان، وكانت الحملتان الأوليان لغرض الاستكشاف، استطاع المسلمون من خلالهما التعرف على الجزيرة ومدى قوة حكامها، كما حققوا انتصارات عليهم وعادوا محملين بالغنائم والأسرى.

-الحملة الثالثة كان هدفها فتح الجزيرة وإخضاعها لسلطان دولة المماليك، فأعد السلطان برسباي حملة أعظم من سابقتيها وأكثر عددا وعُدة، فأبحرت مائة وثمانون سفينة من رشيد سنة 829هـ الموافق 1426م، وصل المسلمون إلى قلعة ليماسول وحاصروها ودخلوها عنوة يوم الأربعاء 27 شعبان، ثم ساروا لاستكمال فتح الجزيرة، وففي أول يوم من رمضان انقسم الجيش الإسلامي إلى فرقتين واحدة برية وأخرى بحرية، ثم جاء ملك قبرص يانوس بن جاك بن بيدرو في جيش أكبر من جيش المسلمين بكثير ودارت معركة حاسمة بين الصليبيين والمسلمين انتصر فيها المسلمون وأسروا الملك يانوس، ثم ساروا إلى مدينة الأفقسية (نيقوسيا) عاصمة قبرص، بيد أن الفرنج وصلوا في 14 سفينة حربية لقتال المسلمين، فما كان من أمر هذا الأسطول الصليبي إلا أن هزم هزيمة ساحقة وقتل 1500 منهم، ثم فتحت الأفقسية (نيقوسيا) وأصبحت الجزيرة تحت حكم المسلمين ورجع جيش المسلمين مع 3700 أسير من بينهم ملك قبرص.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع