السلطان عبد الحميد الأول بن أحمد الثالث وبداية الهزائم العثمانية

السلطان عبد الحميد الأول بن أحمد الثالث وبداية الهزائم العثمانية

في عهده جهزت روسيا لحملة عسكرية لاسترداد ما خسرته من هيبة في عهد مصطفى الثالث

-ولد سنة1137 هـ الموافق  1725م، وتوفي سنة 1203 هـ الموافق 1789م، وتولى الحكم عام من سنة 1187 هـ، حتى 1203 هـ، وكان محتجزا في قصره مدة حكم أخيه مصطفى الثالث إلى أت تولى الحكم بعد وفاته، ممَّا جعل حظوظه في السياسة قليلة، وقد  ابتُلي في فترة حكمه بعدة حروب، كان أولها الحرب الروسية التي لم تنته منذ عهد سلفه.

-في عهده جهزت روسيا لحملة عسكرية لاسترداد ما خسرته من هيبة في عهد مصطفى الثالث، فهاجمت الجيوش العثمانية عند فارنا البلغارية وهزمتها، وتم الصلح بفرض روسيا شروط المنتصر على الدولة العثمانية، والتي أدت إلى استقلال تتار القرم، وإقليم بسارابيا، ومنطقة قوبان، وإعطاء السفن الروسية حرية الملاحة في البحر الأسود والمتوسط، وأن تدفع الدولة العثمانية غرامة لروسيا كل سنة، وإعطاء روسيا حق حماية النصارى الأرثوذكس من رعايا الدولة العثمانية، وتبني كنيسة لها في إسطنبول، وعرفت المعاهدة باسم معاهدة قينارجة.

-توصل الطرفان الروسي والعثماني، إلى اتفاق نهائي لفض النزاع، وإقرار السلام بين الدولتين، ولأن الاتفاق بين غالبٍ ومغلوبٍ كان لا بد للشروط أن تكون مجحفةً للعثمانيين، شملت الاتفاقية ثمانيةً وعشرين بندًا بتفصيلاتٍ دقيقة، وكُتِبَت بثلاث لغات؛ التركية، والروسية، والإيطالية، ووقَّع الطرف التركي على المعاهدة في 17 يوليو، بينما أجل الطرف الروسي توقيعه إلى 21 يوليو ليتوافق مع ذكرى مرور ثلاثة وستِّين عامًا على معاهدة بروت، التي كانت لصالح العثمانيين على حساب الروس.

-بعد معاهدة كيتشوك قينارجي وترك العثمانيين للقرم، سعى الروس إلى احتلال إقليم القرم، حيث حدثت اضطرابات كثيرة في الإقليم، وتدخلت فيه روسيا بقوة، وفي ظل تردد الدولة العثمانية قَوِيَ الأثرُ الروسي، وذلك بمساعدة بعض الموالين من التتار، فقررت روسيا في 9 يوليو 1783م غزو شبه الجزيرة بشكلٍ صريح، ولم يواجه الغزاة اي مقاوم تذكر من التتار، واحتُلَّ الإقليم بكامله.

-شجعت هزيمة العثمانيين أمام الروس، كريم خان شاه دولة الزند الناشئة في إيران، عل غزو العراق، واختار أن يوجه ضربته إلى البصرة، لكونها أضعف، و لأهميتها التجارية على الخليج العربي، حاصر الجيش الإيراني بقيادة صادق خان، وهو أخو الشاه كريم خان، البصرة في أبريل 1775م، ولم يتمكن العثمانيون من إرسال سوى قوات محدودةٍ وصلت إلى بغداد، ولم تُكمل طريقها إلى البصرة لحدوث خلافاتٍ بين قادتها، بقي الحصار مدة عامٍ كاملٍ دون استجابةٍ عثمانية، ثم سقطت المدينة في يد الإيرانيين في 16 أبريل 1776م.

-أصيب السلطان عبد الحميد الأول بنزيفٍ في المخ، وبقي مريضًا عدة أشهر ثم مات في 7 أبريل 1789م، ليتولى الحكم من بعده ابن أخيه، ووليُّ العهد، الأمير سليم، والذي سيُعْرَف بسليم الثالث.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع