فتوحات الأمة وانتصاراتها في رمضان: فتح حارم

فتوحات الأمة وانتصاراتها في رمضان: فتح حارم

انتصر المسلمون على الفرنجة في معركة حارم وهو حصن في بلاد الشام من جهة حلب، بقيادة نور الدين محمود زنكي

-يزخر تاريخ الأمة الإسلامية منذ عهد النبوة الأولى؛ بعشرات الفتوحات والمعارك والغزوات التي وقعت خلال شهر رمضان المبارك، وتحقق فيها انجازات كبيرة خالدة في ذاكرة الأيام، فأغلب الغزوات والمعارك التي قادها المسلمون في هذا الشهر الفضيل كانت تُكلَّل بالفوز والانتصار، حيث تجتمع لدى المجاهد الصائم فضيلتي مجاهـدةُ النفس ومجاهدةُ الأعداء، فإنِ انتصر تحقَّق له انتصاران؛ أولهما على هوى النفس، والثاني على أعداء الله، الموسوعة في هذا المنشور ترصد أهم الفتوحات والانتصارات التي حدثت خلال شهر رمضان.

-انتصر المسلمون على الفرنجة في معركة حارم وهو حصن في بلاد الشام من جهة حلب، بقيادة نور الدين محمود زنكي، في الحادي والعشرين من رمضان سنة 559 هـ، بعد هزيمته أمام الفرنجة سنة 558 هـ في معركة البقيعة، التي باغتوه فيها وأوقعوا بالمسلمين مقتلة عظيمة وهم آمنون، حيث هجم عليهم الفرنجة حتى قبل أن يتمكنوا من ركوب الخيل أو أخذ السلاح، وأكثروا فيهم القتل والأسر، فنزل نور الدين عند بحيرة (قدس) بالقرب من حمص غير بعيد عن عن مكان المعركة، ولحق به من نجا من الجند حتى اجتمعوا به، فقال يومئذ: (والله لا أستظل بسقف حتى آخذ بثأري وثأر الإسلام).

-بدأ نور الدين بتجهيز قواته، استعداداً لمواجهة الفرنجة والأخذ بالثأر، واتخذ جميع الأسباب المادية والمعنوية من التجهيز والإعداد، وتهيئة نفوس المجاهدين عن طريق العلماء والدعاة، وبعد مرور عام خرج الفرنجة من عسقلان لقتال أسد الدين شيركوه بمصر، فاستغل نور الدين فرصة خروجهم، وراسل الأمراء يطلب العون والنصرة، فجاءوا من كل فَجّ، وطلب من العلماء أن يحثوا المسلمين على الجهاد في سبيل الله، فلما اجتمعت الجيوش سار نحو حارم، في شهر رمضان من هذه 559 هـ، فحاصرها ونصب المجانيق عليها، ثم تابع الزحف للقاء الفرنجة، الذين تجمعوا قريباً من الساحل مع أمرائهم وفرسانهم بزعامة أمير أنطاكية.

-اعد المسلمون خطة محكمة للفرنجة، تضمنت استدراجاً لهم إلى فخ، من خلال هزيمة وهمية لميمنة الجيش الإسلامي، بعد أن بدأ القتال والتحمت الصفوف، هجم الفرنج على ميمنة الجيش الإسلامي فتراجعت وبدا وكأنها انهزمت، لحق فرسان الفرنج بفلول الميمنة، فانقطعت الصلة بينهم وبين المشاة من قواتهم؛ فتفرغ المسلمون للقضاء على المشاة، فلما رجع الفرسان لم يجدوا أحداً من المشاة الذين كانوا يحمون ظهورهم، وبهذه الخطة أحاط بهم المسلمون من كل جانب، وألحقوا بهم هزيمة مدوية، وخسائر فادحة قُدِّرت بعشرة آلاف قتيل، ومثل هذا العدد أو أكثر من الأسرى، وكان من بين الأسرى أمير أنطاكية، وأمير طرابلس.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع