سليمان القانوني الخليفة الأطول جلوسا على العرش

سليمان القانوني الخليفة الأطول جلوسا على العرش

عرف بالقانوني لوضعه نظما داخلية للمؤسسة السياسية والوظائف العليا، وإدخاله تعديلات جوهرية على المؤسسة العسكرية

-ولد الخليفة سليمان الأول بن السلطان سليم في (شعبان 900هـ/ أبريل/نيسان 1495م) بمدينة طرابزون الواقعة على ساحل البحر الأسود، والتي سيطر عليها جده السلطان محمد الفاتح قبل ذلك التاريخ بنحو ثلث قرن، وهو ثاني من حمل لقب أمير المؤمنين من آل عثمان.

-عرف بالقانوني لوضعه نظما داخلية للمؤسسة السياسية والوظائف العليا، وإدخاله تعديلات جوهرية على المؤسسة العسكرية.

-تعلم القرآن والفقه والأدب، وكان محبا للقراءة في مختلف العلوم والثقافات، وتحدث بعدة لغات منها الفارسية والعربية، كما تعلم الرماية والرياضات البدنية والعسكرية، وتولّه بالخيل ركوبا وتربية.

-بلغت الدولة الإسلامية في عهده أقصى اتساع لها، حتى أصبحت أقوى دولة في العالم حينها، وهو صاحب أطول فترة حكم، امتدت من 6 نوفمبر 1520م، حتى وفاته في 7 سبتمبر سنة 1566م،  خلفاً لأبيه السلطان سليم خان الأول، عُرف عند الغرب باسم سليمان العظيم.

-واجه حركات التمرد التي حصلت عند تسلمه الحكم بحزم، فقمع ثورة في الشام أرادت الاستقلال عن سلطانه، وأخمد تمردا ثانيا في مصر، وأحبط فتنتين وسط الأناضول في مدينة يوزغات ومرعش التركيتين، وأوقف المخطط الذي رسمه الشاه إسماعيل بتحشيد قواته على الحدود مع الدولة العثمانية مستغلا موت السلطان سليم الذي هزمه في وقعة جالديران.

-قتل الملك لويس الثاني ملك المجر الرسول العثماني إليه، الذي أعلن تنصله من جميع الاتفاقات المبرمة بين دولته وبين العثمانيين في أوقات سابقة من حكمه، فسار إليه سليمان بجيشه في  أولى غزواته، كان هدفه قلعة بلغراد التي أعيت جده الفاتح، وقد استغل الخلافات الأوروبية الداخلية السياسية والدينية التي كانت تعصف بملوك أوروبا، وفي الوقت الذي حث فيه البابا ملوك أوروبا لنجدة لويس، كان مارتن لوثر ينصح الأمراء البروتستانت بتجنب هذا الصراع، وبعد أن هاجمت القوات العثمانية القلعة من جهات ثلاث؛ حوصرت قرابة 3 أشهر حتى سقطت بلغراد عام 1521، فكانت أول حصن على نهر الدانوب يأخذه الأتراك من الأوروبيين، ثم ألحقها سليمان بولاية البوسنة.

-سار سليمان باتجاه بلاد المجر يتقدم جيشا قوامه نحو 100 ألف مقاتل، حتى وصل إلى موهاج (موهاكس؛ تقع جنوب المجر على الضفة الغربية من الدانوب)، وقد كانت نتيجة هذه المواجهة صادمة للأوروبيين، فقد انتصرت القوات العثمانية خلال ساعتين فقط على جيش يقدر بضعف عددهم وعلى أرضهم، ثم تحرك السلطان وجيشه شمالا حتى دخلوا بودابست في سبتمبر/أيلول 1526، معلنا بذلك تبعية المجر للإمبراطورية العثمانية.

-أدب ملوك الهابسبورغ (سلالة من أقوى ملوك أوروبا في العصور الوسطى) فحاصر عاصمة ملكهم فيينا عام 1529م، غير أن استماتة الأوروبيين في الدفاع عن المدينة حالت بينه وبين فتحها، وظلت الحرب بينه وبينهم سنوات حتى أعاد حصار فيينا عام 1532 ولم يتمكن من السيطرة عليها لطول خطوط الإمداد بين جيشه والعاصمة العثمانية، وبعد نحو عقد من الحصار الثاني اشتبك الهابسبورغ مع العثمانيين، فخسروا قلاعا وأراضي واسعة لصالح العثمانيين، مما أجبرهم على دفع الجزية لسليمان بعد توقيعهم اتفاقية ألزمت شارل الخامس بالتخلي عن لقب إمبراطور واكتفائه بلقب ملك إسبانيا، فصار سليمان أكبر ملوك أوروبا وصاحب الدور الريادي في السياسة على مستوى القارة كلها.

-عمل الصفويون على زعزعة ترسيم الحدود مع الدولة العثمانية، والذي أجراه السلطان سليم في معركة جالديران، وبعد إن أمن العثمانيون حدودهم مع الأوروبيين تفرغوا للصفويين، الذين قتلوا والي بغداد، فاندلعت الحرب العثمانية الصفوية واستمرت لأكثر من عقدين، شن فيها العثمانيون عددا من الحملات ضموا فيها قلاعا ومدنا وأراضي واسعة إلى إمبراطوريتهم من أبرزها تبريز شمال إيران، وبتليس ووان شرق الأناضول.

-في الحملة الثانية استعاد سليمان السيطرة على بغداد وأنهى الوجود الصفوي في غرب بلاد فارس، وفي الثالثة تم الاستيلاء على أرمينيا وأراض في أقصى شرق الأناضول، وعلى قلاع في جورجيا، وانتهت باتفاقية سلام بين الطرفين.

-أذعن الصفويون لمطالب السلطان سليمان، كان منها حظر اللعن الذي كانوا يكيلونه للخلفاء الراشدين، ومنع الغارات التي كان يشنها الموالون لهم على الأراضي العثمانية، كما نصت على اعتراف الصفويين بسيطرة الدولة العثمانية على عدد من المدن التي سيطرت عليها قواتهم منها البصرة وبغداد وشهرزور ووان وبتليس وأرضروم.

-أرسل حاكم مدينة أحمد آباد وما حولها رسالة استغاثة إلى الخلافة العثمانية طالبا المساعدة ضد البرتغاليين الذين اجتاحوا بلاده وتمكنوا من السيطرة على أهم ثغورها، فأرسل السلطان خطابا إلى سليمان باشا والي مصر يأمره ببناء عمارة بحرية كبيرة بأسرع ما يمكن، فقام الوالي ببناء 70 سفينة حربية.

-اتجه العثمانيون لمواجهة نفوذ البرتغاليين في المحيط الهندي والخليج العربي، أولا نحو عدن وسيطروا عليها في 1538 لتشكل قاعدة لهجوماتهم ضد الممتلكات البرتغالية في الهند، وحصنوها بمئة قطعة مدفعية. ثم استولى أويس باشا على اليمن ابتداء من قلعة تعز سنة 953هـ 1546م، ودخلت عُمان والأحساء وقطر تحت نفوذ الدولة العثمانية.

 -تلقى سليمان عام 1564 استغاثة من بعثته في آتشيه (حاليا في إندونيسيا) تستدعي تدخلا عثمانيا ضد البرتغال، فاستجاب وأرسل البعثة العثمانية إلى آتشيه والتي قدمت لهم الدعم العسكري اللازم للرد.

-تمكنت الجيوش العثمانية من دخول الحبشة التي كانت تسيطر عليها البرتغال وتتخذ منها مركزا لها، أدت هذه السياسة إلى الحد من نفوذ البرتغاليين في مياه الشرق الأوسط.

-غادر سليمان عام 1566 عاصمته للمرة الأخيرة متوجها إلى بلاد الهابسبورغ لقتالهم في جنوب بلاد المجر، لكنه لم يكن قادرا على امتطاء جواده، فحمله جنده على المحفة وصولا إلى أرض أعدائه الذين نشبت بينهم وبينه المعركة الأخيرة في حصن سكتوار، ولم يسمع نبأ الانتصار، فقد وافته المنية في خيمته قبل أن يُجهِز جيشه على جيش خصومه، الأمر الذي اضطر وزيره إلى إخفاء نبأ وفاته 48 يوما عن جنوده حتى يتم لهم النصر، وكانت وفاته في سبتمبر/أيلول 1566.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع