بلغراد عاصمة المجر، كانت بمثابة القاعدة التي تنطلق منها الجيوش الصليبية لمهاجمة العالم الإسلامي
-يزخر تاريخ الأمة الإسلامية منذ عهد النبوة الأولى؛ بعشرات الفتوحات والمعارك والغزوات التي وقعت خلال شهر رمضان المبارك، وتحقق فيها انجازات كبيرة خالدة في ذاكرة الأيام، فأغلب الغزوات والمعارك التي قادها المسلمون في هذا الشهر الفضيل كانت تُكلَّل بالفوز والانتصار، حيث تجتمع لدى المجاهد الصائم فضيلتي مجاهـدةُ النفس ومجاهدةُ الأعداء، فإنِ انتصر تحقَّق له انتصاران؛ أولهما على هوى النفس، والثاني على أعداء الله، الموسوعة في هذا المنشور ترصد أهم الفتوحات والانتصارات التي حدثت خلال شهر رمضان.
-بلغراد عاصمة المجر، كانت بمثابة القاعدة التي تنطلق منها الجيوش الصليبية لمهاجمة العالم الإسلامي، وبعد أن تولى السلطان سليمان القانوني حكم الدولة العثمانية أرسل وزيره إلى ملك المجر لويس الثاني يطلب منه الدخول في الإسلام أو دفع الجزية، فقبض على الوزير العثماني وأمر بإعدامه.
-قاد القانوني جيشا ضخماً بنفسه واتّجه إلى بلغراد، وضرب الحصار حول المدينة، وبعد أن تخلّت كل دول أوروبا عن ملك المجر خوفاً من الدولة العثمانية وواجه غضب الخلافة العثمانية منفرداً.
-علم المجريون بتحرُّكات الجيش العثماني، فاستغاثوا بالدول الأوروبيّة، لكنّ هذه الدول تركت المجر تواجه مصيرها وحدها، فقد انشغل شارل الخامس ملك الإمبراطورية الرومانية المقدسة بالقضاء على بعض التمردات في إسبانيا، بينما كان ملك فرنسا في شبه تحالفٍ مع العثمانيين، لأنّهم القوة الوحيدة القادرة على مساندته ضدّ شارل الخامس، ونصحه بعض ملوك أوروبا بعقد هدنةٍ مع السلطان سليمان لكسب بعض الوقت.
-كان الصراع بين العثمانيين ودول شرق أوروبا قد بدأ منذ زمنٍ طويل، فمراد الثاني أبومحمد الفاتح هزم المجريين وهزموه في معركتين منفصلتين، وهكذا كانت الحرب دواليك بين دول شرق أوروبا والعثمانيين. لكن لم يتبقَّ من دول أوروبا الشرقية غير المجر بعد زوال دول الصرب والبلغاريين.
-سيطر الجيش العثماني في طريقه إلى بلغراد على مدينة شابتس، الواقعة على نهر الدانوب، وحين وصل بلغراد نصبت المدافع نحو قلعة بلغراد الحصينة، ونفذ العثمانيون عمليات اقتحامٍ منظمة، وتمكنوا من الدخول إلى بلغراد بعدما نسفوا أكبر برج في تحصيناتها.
-بعد شهرين ونصف الشهر من الحصار استسلمت بلغراد، ودخلها القانوني منتصرا في 26 رمضان سنة 927 هجرية، ودخل السلطان سليمان القانوني المدينة، وصلّى في إحدى كنائسها وحوّلها مسجداً على العادةً في ذلك الزمن، من تحويل بعض الكنائس لمساجد في المدن التي فتحت عنوةً، وتحولت إلى أعظم مراكز الحضارة الإسلامية في أوروبا لقرون طويلة.