كانت إيران في الفترة التي سبقت حدوث الثورة فيها دولةً يحكمها النظام الملكي برئاسة محمد رضا
- نتيجة لأسبابٍ عديدةٍ ازدادت أعداد المعارضين لنظام محمد شاه كما دفعت سياسته في إدارة البلاد إلى اتفاقِ مختلف الأطراف، المعارضة في إيران على ضرورة الإطاحة بنظامه وبناء دولةٍ جديدةٍ من خلال القيام بمظاهراتٍ متفرقةٍ في مختلف أنحاء البلاد تطورت فيما بعد لتصبح ثورةً عرفت باسم الثورة الايرانية أو الثورة الإسلامية الإيرانية بين عامي 1978- 1979.
حكم الشاه
الوضع الاجتماعي
- كانت إيران في الفترة التي سبقت حدوث الثورة فيها دولةً يحكمها النظام الملكي برئاسة محمد رضا بهلوي شاه المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية الذي لطالما شجع على توطيد العلاقات مع الغرب والتطبع بأفكارهم ومعتقداتهم، الأمر الذي قوبل بالرفض واستنكار الشعب الإيراني كونه يساهم في إضعاف ثقافتهم وقيمهم التي نشأوا عليها وشكلت جزءًا من هويتهم.
لكن الشاه واصل سياسته دون أن يأبه لذلك فألغى الفصل بين الذكور والإناث وانتشرت الأزياء الغربية بين النساء بدلًا من الحجاب، وأتاح لهن الذهاب إلى المدارس وتلقي العلم والمشاركة في الانتخابات والعمل في مختلف ميادين الحياة، كل هذا لم يرُق للإسلاميين الذين نظروا إليه على أنه نشرٌ للعلمانية خاصةً مع السماح للأقليات باستلام المناصب المختلفة في البلاد.
الوضع الاقتصادي
- مع الإجراءات الاقتصادية التي قام بها الشاه تقدمت إيران على الصعيد الاقتصادي، لكن بحلول أواخر السبعينيات أُصيب الاقتصاد الإيراني بالركود وازداد التضخم مما أدى بدوره إلى غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، الأمر الذي ساهم بانتشار حالة من السخط والغضب في المجتمع الإيراني واتهام الشاه بعدم القدرة على إدارة البلاد الغارقة بالفساد في ظل ضعف المسؤولين فيها وعجزهم عن إيجاد حلولٍ لتحسين الوضع العام.
الوضع السياسي
- استخدم محمد رضا شاه سياسة القمع والعنف في إدارة النواحي السياسية وجنَّد شرطة السافاك المدربين من قبل الأمريكان بالسر واعتمد عليهم في تنفيذ عمليات القتل الجماعي واعتقال معارضيه وتعذيبهم بوحشية. كل ذلك دفع الشعب الإيراني بكافة فئاته إلى الرغبة بالتخلص من نظام الشاه والعودة إلى الحكم الإسلامي الذي يناسب ثقافتهم ومعتقداتهم.
تشكل قوى الثورة الايرانية
- ساهمت السياسات الخاطئة لنظام الشاه في إدارة البلاد ولأول مرةٍ منذ أكثر من نصف قرنٍ في تظافر جهود العلمانيين والإسلاميين بزعامة أستاذ الفلسفة في قم سابقًا والمفكر ورجل الدين آية الله الخميني الذي نفاه الشاه خارج البلاد عام 1964 نتيجة لاعتراضه بشدةٍ على سياسته في إدارة البلاد؛ فانضم على إثر ذلك أعضاء الجبهة الوطنية وحزب تودة وكافة المجموعات المنشقة عنه إلى نداء العلماء للوقوف بوجه نظام الشاه.
- في تلك الأثناء بدأ الخميني من منفاه بإطلاق الخطابات وإلقاء المواعظ حول فساد نظام الشاه وضرورة التخلص منه متهمًا إياه بالتبعية لجهاتٍ خارجيةٍ خاصةً الولايات المتحدة الأمريكية وبدأت خطاباته تصل إلى مختلف فئات الشعب الإيراني خلال فترة السبعينيات مما ساهم في انضمام الكثيرين من عامة الشعب إلى قوى المعارضة.
بداية الثورة
- في فترة السبعينيات وبينما بدأت المظاهرات والمسيرات المطالبة بتنحي الشاه ونظامه تجوب شوارع المدن الإيرانية، حدثت في شهر يناير عام 1978 شرارة انطلاق الثورة الإسلامية عندما نشرت إحدى الصحف مقالًا يُسيء لصورة آية الله الخميني ويصفه بأداةٍ في يد بريطانيا ليخرج طلاب العلوم الدينية في مدينة قُم بمظاهراتٍ غاضبةٍ نصرةٍ له قابلها الشاه بإرسال قوات الأمن لقمعها بالقوة، الأمر الذي أدى إلى مقتل ما يزيد عن سبعين طالبًا خلال يومين فقط، فكان ذلك سببًا في إثارة غضب كافة القوى المعارضة الدينية وقيادة الاحتجاجات ضد الشاه مما أكسب الثورة طابعًا إسلاميًا.
استمرار الثورة الايرانية في كافة البلاد
- استمرت المظاهرات وامتدت إلى كافة المدن الإيرانية ليُقتل عددٌ من المتظاهرين في تبريز عندها حاول الشاه إجراء بعض التغييرات للتخفيف من حدة التظاهرات فعمل على تغيير رئيس الشرطة السرية المعروفة باسم سافاك دون أن يجد أي نتيجةٍ بل ازداد العنف بعدها ليُقتل ما يقارب 400 شخص في أحداث العنف التي جرت في سينما ريكس في أبادان.
- أعلن الشاه الأحكام العرفية في البلاد فقابله المتظاهرون بالخروج بالآلاف إلى ساحة الجلة في العاصمة طهران ليرسل الشاه أيضًا قواتٍ عسكريةً مُدججةً بمختلف الأسلحة الثقيلة فسقط عندها ما يقارب 300 شخص قتيلًا وعُرف ذلك اليوم باسم الجمعة السوداء.
سقوط الشاه
- أعلن الشاه في 6 نوفمبر عام 1976 أنه قد سمع نداء الشعب فشكل حكومةً عسكريةً بقيادة الجنرال غلام رضا أزهري وأطلق سراح ما يقارب 1000 سجين سياسي وألقى القبض على ما يقارب 132 مسؤولًا في الحكومة.
- في 11 ديسمبر عام 1978 خرج الملايين لإحياء ذكرى عاشوراء والمطالبة بتعيين الخميني رئيسًا للبلاد، لُيسارع الشاه إلى تعيين شابور بختيار رئيسًا للوزراء كونه من صفوف المعارضة دون أن يفلح ذلك في تهدئة المتظاهرين، حتى جاء يوم 16 يناير 1979 عندما غادر الشاه مع عائلته البلاد لتمتلئ شوارع المدن الإيرانية وساحاتها بالحشود المحتفلة بسقوط نظام الشاه وانتصار الثورة ليسارع رئيس الوزراء بختيار إلى إطلاق سراح كافة السجناء السياسيين وأمر الجيش بعدم الاصطدام مع المتظاهرين وحلَّ شرطة السافاك كما أصدر قرارًا سمح بموجبه لآية الله الخميني بالعودة إلى إيران.
إعلان انتصار الثورة الايرانية
- في الأول من فبراير عام 1979 وصل آية الله الخميني إلى إيران وأول إجراء قام به هو حل حكومة باختيار وتعيين رئيسَ الوزراء ومجلسه ليعلن في التاسع من فبراير من نفس العام انتصار الثورة الإسلامية في إيران على نظام الشاه.