سليم الثاني أول سلطان عثماني لا يحظى بلقب (الغازي)

سليم الثاني أول سلطان عثماني لا يحظى بلقب (الغازي)

تسلم الحكم في الثانية والأربعين من عمره، لكنه افتقر للعديد من المهارات القيادية في إدارة الدولة

-ولد السلطان سليم الثاني عام 1524م، وتوفي عام 1574م، وهو ابن السلطان سليمان القانوني ابن بايزيد الثاني ابن محمد الفاتح، وهو الابن الثاني للسلطان سليمان القانوني من زوجته التي كانت جارية وتدعى خُرَم.

- تسلم الحكم في الثانية والأربعين من عمره، لكنه افتقر  للعديد من المهارات القيادية في إدارة الدولة، على الرغم من حكمه لمقاطعات من الدولة في فترة حكم والده منها؛ قرمان، ومانيسا، وكوتاهية، وعلى الرغم من خروجه في عدة حملات عسكرية مع أبيه سليمان القانوني، إلا أنه كان يفتقر إلى كثير من المهارات العسكريَّة، فهو أول سلطان اتخذ قراراً بعدم الخروج بشكلٍ شخصي للحروب والمعارك والحملات العسكرية، الأمر الذي حرمه من لقب الغازي.

-استلم الحكم في ظروفٍ هادئة؛ لم تحدث عند استلامه للعرش الاضطرابات التي حدثت في عهد السلاطين السابقين، إلا بعض القلاقل التي أثارها جنود الإنكشارية، والتي ما لبثت أن انقشعت، وسر هذا الهدوء هو اختفاء المنافسين، فقد كان سليم الثاني الابن الوحيد الباقي على قيد الحياة بعد وفاة الأب سليمان القانوني.

-رضخ السلطان للإنكشارية، فكان أضعف منهم، ولم يقم برد فعل مناسب عندما منعوه من دخول إسطنبول بعد اعتلائه للعرش إلا بعد أن زاد في أعطياتهم ورواتبهم، وهو أول من ترك قيادة الدولة الفعليَّة للصدر الأعظم صقللي محمد باشا.

-حققت الدولة العثمانية نجاحات جيدة في عهد سليم الثاني، ووقفت مواقف مشرفة تجاه المسلمين في إندونيسيا، وروسيا، والأندلس، وتونس، وحقَّقت انتصارات مهمة على البندقية وإسبانيا، وعقدت عدة معاهدات مؤثرة مع النمسا، والصفويّين، وفرنسا، ثم البندقية.

-جهزت الدولة في عهده حملة عسكرية لفتح أستراخان التي وقعت تحت سيطرة الروس بقيادة إيفان الرهيب، بعد أن أخذوا يقطعون طرق التجارة والحج على أهل خوارزم وسمرقند وبخارى وما حولهم من المناطق، وكانت خطة العثمانيين تقضي بجعل أستراخان قاعدة عسكرية عثمانية للحماية من الروس وإيقاف طموحاتهم التوسعية، وحفر قنا تربط بين نهري الدون والفولجا ما يسمح للبحرية العثمانية بالنفاذ إلى بحر قزوين، تمكنت الحملة من وضع حد لتقدم الروس مؤقتا، لكنها لم تنجح في حسم الصراع.

- محاولة استعادة الأندلس؛ قام أولوج علي باشا حاكم الجزائر بإرسال العتاد والسلاح والمؤونة لمسلمي الأندلس، وكان يتصل بهم سرا على الرغم من كل التضييق الذي لحق بهم، كما رتب معهم للقيام بثورة عارمة في البلاد مستغلا انشغال قوات الإسبان بالحرب المستعرة في الأراضي المنخفضة (هولندا)، روغم أن الإسبان صدوا معظم محاولات أولوج علي باشا، فقد تمكن من إنزال 4000 جندي وكمية كبيرة من السلاح بالإضافة إلى عدد من الخبراء العسكريين العثمانيين لتولي مهمة القيادة البرية على الجبهة الأندلسية، وعزم على الذهاب بنفسه إليها ولكن دنو موعد معركة ليبانتو الشهيرة جعل القيادة العثمانية تأمره بالامتناع عن ذلك للمشاركة في المعركة.

تم في عهده فتح قبرص التابعة للبنادقة آنذاك، كما غزت البحرية العثمانية جزر كريت وظنته وغيرها بدون أن تحتلها واحتلت مدينتين على ساحل البحر الأدرياتيكي، فتوجس أهل البندقية الخوف على أراض إيطاليا ونفوذ البندقية فعقد البابا حلفا بين إسبانيا والبندقية وجنوى ورهبان جزيرة مالطة، فشكلوا أسطولا من 231 سفينة هاجمت العثمانيين الذين قابلوا هذا الحلف ب300 سفينة.

 

-تبرع سليم الثاني بجزء من قصره لتحويله إلى مكان تبنى فيه السفن الحربية، وأنفق بسخاء من ماله الخاص ولم يقم بجمع أية أموال إضافية من مواطني الدولة التي كانت تنعم برخاء في تلك الفترة، وفي أقل من سنة تم تشييد 250 سفينة جديدة، فارتعدت البندقية من الخبر مما جعلها توافق على دفع غرامة حربية للخلافة العثمانية قدرها 300 ألف دوكا، بالإضافة إلى التنازل عن جزيرة قبرص.

-صدرت أوامر الخليفة بتخليص تونس من الإسبان الذين احتلوا تونس عام (980هـ)، فانطلق وزير الحربية سنان باشا بجيشه الذي قدم بحرا من إسطنبول مع عدد كبير من القطع البحرية العثمانية لنجدة أهل تونس، واستمر حصار المسلمين للإسبان حتى انسحبت القوات الإسبانية وتراجعت إلى حصن منيع جدا عرف باسم البستيون، فحوصر الحصن حصارا شديدا حتى تم فتحه.

-تم تسيير حملة كبيرة على رأسها عثمان باشا، لردع ثورة في اليمن بإمرة المطهر بن شرف الدين، فدعمه سنان باشا وزير الحرب ووالي مصر بكل ما استطاع جمعه من الأفراد والمواطنين المسلمين في مصر ، فقضى على الثورة عام 976 هـ.

-توفي السلطان سليم الثاني، بعد انزلاق قدمه أثناء استحمامه في قصر طوب قابي، إذ وافته المنية يوم 15 ديسمبر 1574 متأثرا بنزيف دماغي.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع