الأندلس قصة الفتح العظيم والسقوط المدوي

الأندلس قصة الفتح العظيم والسقوط المدوي

أُطلق على الأندلس اسم وندال وتحوّل إلى الأندلس بعد أن تطورت التسمية من فندلس إلى وندلس ثُم أندلس.

تسمية الأندلس

- جاء ذكر الأندلس في المصادر التاريخية على أنّه مُصطلح يُطلق على مناطق تمّ حُكمها من قبل المُسلمين في شبه جزيرة أيبيريا وتُشرف هذه الجزيرة على البحر المتوسط والمُحيط الأطلسي، وهنالك العديد من الأنهار التي تلتقي مع المحيط الأطلسي مثل: نهر المنيو ونهر التاجة وغيرهم، وقد جاءت هذه التسميّة نسبة لقبائل الجرمان حيث أُطلق على الأندلس اسم وندال وتحوّل إلى الأندلس بعد أن تطورت التسمية من فندلس إلى وندلس ثُم أندلس، وكانت الأندلس تضم العديد من المُدن منها: قُرطبة وإشبيلية وغرناطة وقادش ومالقة وجيّان وألمرية وطليطلة وغيرهم، وقد كان لهذه المُدن دور مهمّ في صياغة قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط، فقد اشتهر فيها العُلماء وانتشرت المكتبات وشُيّدت المساجد.

قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط

- في الحديث حول قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط، فإنّ فكرة فتح الأندلس بدأت تُطرح في عهد الخلافة الراشدة زمن الخليفة عُثمان بن عفّان رضي الله عنه، لكن كانت هذه الفكرة عبارة عن محاولات نجحت زمن الدولة الأموية عام 91 هـ بقيادة القائدان موسى بن نُصير وطارق بن زياد، حيث بدأت عمليات الفتح عام 91 هـ، ولكن كان هناك مراحل لفتح الأندلس وبدأت المرحلة الأولى بسرية طريف بن مالك عام 91 هـ، وكان الهدف من هذه السرية الكشف عن جُغرافية المنطقة وأحوال البلاد وهذا يُسهّل عملية الفتح، وقد حقق طريف بن مالك هدف الحملة الأولى واستطاع معرفة أوضاع بلاد الأندلس، والمرحلة الثانية كانت بقيادة طارق بن زياد الذي عبر مضيق بحري سُميّ باسمه فيما بعد وخاض معركة وادي لكّة التي انتصر فيها عام 92 هـ.

- وكانت معركة وادي لكة مُقدمة لفتح الأندلس، فقد قاد طارق بن زياد جيش المسلمين متوجهًا للفتح، واستطاع أن يدخل قرطاجنة ثم الجزيرة الخضراء وشذونة وقرمونة وإشبيلية، ثم بدأت المرحلة الثالثة عام 93 هـ وقاد هذه المرحلة موسى بن نُصير ليستكمل الفتح مع طارق بن زياد، ودارت هذه الأحداث زمن الدولة الأمويّة التي أبرزت فتوحاتٍ عدة منها فتح الأندلس، ومن هنا بدأت قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط.

الولاة الأمويون في الأندلس

- بدأت فترة ولاة الأندلس بعد أن تمّ الفتح، وقد كان عبد العزيز بن موسى بن نُصير أوّل وُلاة الأندلس والذي عُيّن من قبل الخليفة الأمويّ سليمان بن عبد الملك، وكانت الأندلس عبارة عن ولاية تتبع الدولة الأمويّة ومركز حكمها في دمشق، وقد كان له دور بارز في حكم ولاية الأنلس على الرغم من أنه لم يستمر بالحكم إلّا سنتين تقريبًا، وحكم ولاية الأندلس بعد عبد العزيز بن موسى أيّوب بن حبيب اللخمي لمدة قصيرة جدًا لم تتجاوز السنة، وقد قام أيّوب بن حبيب ببناء قلعة عُرفت باسم قلعة أيّوب، وحكم من بعده الحر بن عبد الرحمن الثقفي، ولكن بعد ذلك سيكون هنالك خليفة آخر غير سليمان بن عبد الملك وهو من سيقوم بتعيين الوالي الجديد على الأندلس.

- استلم حُكم الدولة الأمويّة بعد سليمان بن عبد الملك عمر بن عبد العزيز وقد قام بتعيين السمح بن مالك الخولاني واليًا على ولاية الأندلس، وكان للسمح بن مالك أثر كبير أثناء فترة توليته بحيث استطاع أن يفتتح بعض المُدن وأن يُنجز الكثير من المهام العسكريّة آخرها في معركة طولوشة التي كانت عام 102 هـ وكانت هذه آخر مهام السمح بن مالك العسكرية لأنه استشهد أثناء هذه المعركة، وقاد انسحاب المُسلمين القائد الشهير عبد الرحمن الغافقيّ، استمر عهد الولاة من عام 95 هـ حتى عام 138 هـ وانتهى بوصول عبدالرحمن الداخل إلى الأندلس وقيام دولته.

دولة عبد الرحمن الداخل في الأندلس

- بعد مُلاحقات كثيفة ومحاولات عديدة للقبض على عبد الرحمن بن معاوية تمكن من الوصول إلى المغرب من ثمّ الانتقال إلى الأندلس ليؤسس الدولة الأمويّة في الاندلس بعد سقوطها في بلاد الشام، وتم ذلك عام 138 هـ وبدأ عبد الرحمن بن معاوية المُلقب بعد الرحمن الداخل بسن القوانين وتشكيل الدولة، وفي هذا المجال قام بتعيينات عدة لتقوم الدولة كما كانت في بلاد الشام ويلزم هذا وزراء وغيرهم ممن يقدرون على تسيير شؤون الدولة ومُساعدة عبد الرحمن الداخل، كما أنه بدأ التخطيط للقضاء على الخصوم وبقايا عهد ولاة الأندلس المُتمردين أمثال الصميل بن حاتم، وشرع عبد الرحمن الداخل بإعمار الأندلس بشتى النواحي سواء من الناحية العمرانية أو الفكرية وغير ذلك، وقد نجح في تشكيل حضارة لا مثيل لها في الأندلس، واستمر عهد الدولة الأمويّة في الأندلس حتى عام 422 هـ.

سقوط الأندلس

- مرّت بلاد الأندلس خلال حُكم المسلمين بفترات مفصلية، وقد شكّلت قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط محورًا تاريخيًّا مهمًّا للدّارسين، واستمرت حتى بدأ الضعف ينتشر في المُدن الأندلسيّة في عهد ملوك الطوائف الذي بدأ عام 422 هـ وهو عام امتاز بالنزاعات المُتعددة الأمر الذي مكّن الممالك المسيحية من السيطرة على المدينة تلو الأخرى، وكان عهد الحُكم المغربيّ للأندس المُتمثّل بعهد دولة المُرابطين التي حكمت بلاد الأندلس بعد ضعف دويلات الطوائف إلى أنْ ضعُفت وانهارت دولة المُرابطين، ليتسلم حُكم الأندلس الموحدون، وقد استمرت هذه الفترات حتى أصبح حُكم المسلمين يقتصر على بضع مدن تتطلع إليها الممالك المسيحية التي اشتدت قوتها أثناء الضعف الذي واجهته الأندلس خلال فترات الحُكم المختلفة من قِبل المُسلمين.

 

- كان حكم المسلمين في نهاية الأمر ينحصر في مملكة غرناطة، والتي حكمها بني الأحمر وهؤلاء يُنسب لهم بناء قصر الحمراء الشهير، بدأ حكم بني الاحمر عام 629 هـ استطاعوا الحفاظ على آخر ما تبقى للمسلمين في بلاد الأندلس وهي غرناطة وأنجزوا الكثير من الأمور الهامّة بالنسبة لمدينة غرناطة، لكن في نهاية الامر كانت الحروب الاهليّة قد بدأت في غرناطة وما حولها بين أبي عبدالله الصغير وأبي عبد الله الزغل، وتنبه النصارى لهذا الامر وسُلّمت غرناطة بعد حصار وكرّ وفرّ من قِبل أبي عبد الله الصغير للملوك الكاثوليك وفق معاهدة وُقعت عام 897 هـ سُميت بِمُعاهدة غرناطة، وفيما تقدّم قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع